أختي المرأة البحرينية،
الإنسان و إن حاول مقاومة غرائزه فلن يتمكن من السيطرة عليها بشكل كلي. في نهاية الأمر سيستسلم لإشباع غريزته. هذا السلوك أو الرغبة الملحة في إشباع الغريزة هي طبيعة من طبائع البشر و يشاركه في نفس الطبع الحيوان. لكن الفرق بين الإنسان و الحيوان أن الإنسان لديه ضمير سيأنبه عاجلاً ام آجلا، الأمر الذي يدعوه للتأني قبل إتخاذ قرارات أو افعال قد تضر شخص معين أو تؤثر عليه من الناحية النفسية. بالإضافة لذلك، المجتمعات الإنسانية تعاقب كل من يوقع بالضرر لشخص آخر فيخشى الإنسان إرتكاب الأخطاء و يجد له طريقة أخرى لاتسبب الضرر لإشباع غريزته.
يعتبر بعض (أو كل؟) الإسلاميون الحجاب فريضة و ضرورة على المرأة الإلتزام بها و يعتبر المرأة التتي تتركه خارجة عن الدين و متأثرة بالغرب و إلى آخره من الديباجة المعتادة. يعتبر الإسلامييون ان المرأة "عورة" واجب تغطيتها من الذئاب الضالة التي تحوم الطرقات و كأنما يعيش هؤلاء الإسلاميون في مجتمع الغاب كما كان أسلافهم من عرب الجاهلية. يستند بعض الإسلاميين في مسألة وجوب الحجاب لآية في القرآن ذكرت الخمار (وهو غطاء الرأس) و لم تفرضه بل أتت على هيئة مثال يوضح للمسلمين ان على المرأة عدم التعري (كشف عورتها) امام الرجال. وقد ذكرت الآية و بكل صراحة إستثناء (الا ما ظهر منها) و يشمل ذلك الرأس و اليدين و القدمين وهم الأجزاء التي تظهر. أما بالنسبة للخمار فكانت العربيات ايام الجاهلية تلبس الخمار و ترمي به للخلف فيظهر صدرها فذكرت الآية ان على النساء (اذا لبسن الخمار) ان يرمونه للأمام لتغطية صدورهن ولم تأتي لتفرضه على المسلمات كما فسره بعض المفسرين المتأثرين بتقاليد العرب القديمة.
وَ قُل لِّلْمُؤْمِنَتِ يَغْضضنَ مِنْ أَبْصرِهِنَّ وَ يحْفَظنَ فُرُوجَهُنَّ وَ لا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظهَرَ مِنْهَا وَ لْيَضرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبهِنَّ ... (النور:31)
للأسف كثير من المسلمين يعتبر مسألة الحجاب نهائية لامجال للبت فيها بالرغم من عدم رجوعهم للمصدر الرئيسي للتشريع. نرى الرجل يعاقب محارمه عند عدم إرتداءهم للحجاب و في أغلب الأحيان تطيع المرأة الرجل لا بسبب قناعة ولكن "لأنه حرام و ابي/اخي/زوجي لا يرضى".
ما لايدركه كثير من هؤلاء المسلمين ان العرب أيام الجاهلية كانوا يشترون المرأة و يبيعوها كالغنم. حتى أن اسواق العبيد و الجواري كانت تزدهر في المدن المنتعشة إقتصادياً. هذه الأسواق كانت تعرض الجواري حاسرات كاشفات الصدر في كامل زينتها فيشتريها التاجر و يغطيها البائع بالخمار بالضبط كما يفعل الخضار للفاكهة (كالتفاح) قبل إعطاءها للزبون حتى "لا تفسد" في الطريق. غطاء الرأس اصبح تقليداً عند العرب بعد ذلك فكانت المرأة بعد توقف المتاجرة بالجواري "تتزين" بلبس الحجاب (الخمار) و كأن لسان حالها يقول انا "جارية متزينة أنظروا إلي ايها الرجال". و إن كنت لن أدخل في التفاصيل الفلسفية و النفسية لطبيعة المرأة و حبها للمفاخرة بجمالها إلا انها و بإختصار تهدف لزيادة ثقة المرأة بنفسها وتأكيد شكوكها بأنها مرغوبة للرجال.
الكثير المسلمات المتحجبات و خصوصاً من يفعل ذلك بإقتناع يعتبر شعر الرأس عورة تثير الناظر جنسياً. إثارة الأجنبي جنسياً من الكبائر التي (بحسب إعتقادهم) تؤدي إلى الوصول للمحرم. إنني متيقن أن كثير من النساء لا يدرك ان أي جزء من المرأة سواءا كان مغطى أو لم يغطى يثير الرجل بشكل جنسي فهذه طبيعة الإنسان و هي إحدى الحقائق المطلقة (و التي قل ما توجد في العلوم الإنسانية). فليس الشعر وحده يثير الرجل ، فكل تفاصيل المرأة من وجهها و عينيها و فمها إلى قاع قدميها يحتمل أن يثير الرجل و خصوصاً أولئك الذين عاشوا في معزل عن النساء.
الحل لمشكلة إثارة المرأة للرجل لاوجود له، فكيف نمنع غريزة متأصلة في الإنسان؟ الحجاب ماهو اللا وسيلة زائفة ابتكرها الإنسان الجاهل بطبيعة الإنسان لمنع ما لايمكن منعه. خصوصا في وقتنا الحاضر، نسمع و نقرأ و نرى محجبات و هن يلاحقن و يتعرضن للإعتداء في المجتمعات التي تعاني من الكبت كالسعودية بوجه الخصوص و العالم العربي بشكل عام. و كم سمعنا عن قصص لنساء متحجبات تعرضن للإغتصاب أو يعملن ليلاً في الدعارة. لم يمنع الحجاب المجرم من إرتكاب فعلته بل على الأغلب ساعد الحجاب في ذلك بزيادة فضوليته و كلنا (اعتقد) ندرك ان الفضول سلوك شائع بين البشر.
أختي المرأة ، لو فكرت و قرأتي في تاريخ ظاهرة الحجاب لوجدها رمزا من رموز سيطرت الرجل على المرأة و تبعيتها له. لايحل الحجاب مشكلة بل يزيدها تعقيداً. إذا كنت تخشي الوقوع في الخطأ فتجنبي ذلك بالتصرف بعقلانية ، لا ان تتخذي من عادة جاهلية وسيلة مؤقته لا نفع لها غير تأكيد جهلك و خضوعك للرجل.
أخوك ،،،
علي البحريني.
هناك تعليق واحد:
I need to contact you
إرسال تعليق